قصة نشأة نادي الإتحاد الرياضي التونسي بقصور الساف - توقيت المباراة

نبذة عن تاريخ الكرة التونسية منذ الاحتلال

صورة أرشيفية لفريق قصور الساف التونسي
صورة أرشيفية لفريق قصور الساف التونسي
بدأت القصة بمدينة قصور الساف التونسية التي تعد جزءا من "تاريخ الرياضة التونسية" أيام الاستعمار الفرنسي، وهو ما يرتبط ارتباطا وثيقا بذاكرتها فى فترة ما بين الحربين عندما ظهرت أول "جمعية رياضية" وهي الترقي الرياضي بقصور الساف.
وكانت الجمعيات لا تقتصر فى نشاطها على "لعبة كرة القدم" بل لها أنشطة تطوعية وثقافية لا سيما جمعية مكارم المهدية وكما كان للجمعيات دور كبير في نشأة الوعي بمفهوم الإنتماء، مما أدي لأن يكون لها دور فى حركة التحرر الوطني من الاستعمار.
كما كان تأسيس النوادي الأولى فى الأحياء الشعبية بتونس لدواع سياسية نضالية وأول نادي تتأسس كان "راسنغ كليب" سنة 1906 وفي عام 1910 تم تنظيم أول مسابقة رسمية لكرة القدم تحت أسم بطولة السلسلة الأولى، وشاركت فيها 6 أندية تقع جميعها في العاصمة تونس وهي نوادي فرنسية وايطالية ومالطية وتم إنشاء الرابطة التونسية لكرة القدم (LTF) في سنة 1921.
وقد أنتشرت ممارسة كرة القدم في تونس حتى الاستقلال سنة 1956 في جميع التجمعات السكانية وقد تم تأسيس الترقي الرياضي لنفس الهدف  والدليل أن هذه الجمعية تأسست مباشرة بعد تأسيس الحزب الدستوري الجديد عام 1934، فعزم أبناء الفئات الشعبية على تأطير الشبان التونسيين وتأهيلهم على المستوى البدني والنفسي والوطني.
وكانت هذه قاعدة العمل الرياضي فى كل المدن التونسية ومن الأسماء التي شكلت فريقا رياضيا المرحوم التيجاني لمام والمرحوم الهادي بيوض والمرحوم علوان مساعد.
ولم توجد منافسات عدا بطولة الفرق التي تنتمي للقسم الأول ومعظمها فرنسية التسمية مثل الاتحاد الرياضي فيري فيل والجمعية الرياضية الفرنسية.

تأسيس نادي الاتحاد الرياضي بقصور الساف

تأسس نادي الاتحاد الرياضي بقصور الساف يوم 3 نوفمبر عام 1957، ورغم إنه لا يلعب وقت كتابة المقال في دوري الدرجة الأولي إلي أنه من الأندية ذات التاريخ الكبير في تونس.
ويمكن أن نعود قليلا إلي الوراء حيث لم تدم تجربة الترقي طويلا وساهمت الحرب العالمية الثانية فى توقف النشاط الرياضي بقصور الساف، ولم تستأنف اللعبة إلا مع نهاية الحرب حيث عمل جيل الترقي وخاصة الهادي بيوض والناوي العجمي على تحفيز الشباب السافي على ممارسة كرة القدم بالأحياء رغم انعدام الوسائل وقد عمدوا إلى خياطة شاشيتين وحشوهما للحصول على ما يشبه الكرة.
هذا الوضع لم يدم طويلا فمع حصول "تونس" على استقلالها واصل الشباب السافي ممارسة رياضة كرة القدم، وتحفزت الأحياء الكبيرة إلى تكوين فرق خاصة بها وانقسمت المدينة إلى جمعيتين أساسيتين:
  • الأولى من أبناء المدينة الموجدين خارجها وأطلق عليها اسم الغزال الرياضي.
  • الثانية من المقيمين كامل السنة بقصور الساف.
وكان التنافس كبيرا بين المجموعتين حيث وصل إلى حد الخلاف والتنافر حتى بلغ الأمر السلط البلدية الجديدة فى ذلك الوقت فحققت رغبة الشباب السافي فى تأسيس جمعية واحدة وفعلا تأسست هذه الجمعية بإشراف حامد ( أحمد ) المشرقي الذي كان اللاعب والمدرب والمسؤول الأول على الجمعية.
وأطلقت عليها بلدية المكان تسمية الاتحاد الرياضي لقصور الساف وخلال نفس العام 1957، اختار المكتب الفيدرالي للجامعة التونسية لكرة القدم أربع بطولات إقليمية تابعة لأربع رابطات ( الشمال والشمال الغربي والوسط والجنوب الغربي ) وكلفهم بتنظيم المسابقات بين الأندية في تلك المناطق.
جمعت رابطة الجنوب الغربي 6 ولايات من أصل 14 ولاية قائمة بينما ضمت رابطة الوسط ولايات سوسة والقيروان وشمال صفاقس فى ذلك الوقت ولعب ضمنها اتحاد قصور الساف، وأول مقابلة كانت أمام جمعية الوردية فى إطار الدور الأول لـ "كأس تونس".
وكان من أبرز اللاعبين بالفريق حامد المشرقي والشاذلي بيوض وعلي القصيبي والطاهر المانع وحسن المهندس، ولحق بهم المرحوم عبد الله بلال ومحمد الفريقي والمبروك مشفر ومحمد الصغير.
وفى سنة 1959 صدر القانون عدد 154 المتعلق بالجمعيات وفرض  نشر تصريح بتأسيس الجمعية بالرائد الرسمي وتم ذلك فى  8 ديسمبر 1960 تحت عدد 3143.
وفي أعقاب الموسم الرياضي 1960/1961 عقدت الجمعية أول جلسة عامة انتخابية أفرزت تولى المرحوم المكي بن مريم رئاسة الجمعية باعتباره متحصلا على أكبر عدد من الأصوات والمرحوم امحمد حمامة نائب رئيس والمرحوم حامد المشرقي كاتبا عاما والمرحوم عبد العزيز جراد أمين مال.
ومنذ ذلك التاريخ ونشاط الجمعية لم ينقطع فى مختلف الأقسام ويعتبر الاتحاد من أولى الجمعيات التي كان لها ملعب وقد بني سنة 1962، وسمي ملعب الطيب المهيري ووقع  تدشينه بمسابقات فى ألعاب القوي دعيت إليها الجمعية العسكرية بتونس وشارك فيها البطل محمد القمودي قبل تحصله على الميدالية الذهبية الأولمبية فى مكسيكو سنة 1968.
لكن حصلت اليوم عدة متغيرات في المحيط الرياضي واعتماد الأندية الهاوية قانون اللاهواية بطريقة مستنسخة عن الاحتراف وبشكل سيء تسبب في تراجع أداء النادي، ولم يعد يعتمد كليا على أبناء المدينة عامة والأحياء الشعبية خاصة.

كتب المقال بواسطة الكاتب/ رضا المراكشي، مع المراجعة من فريق موقع توقيت المباراة.
                                            لقراءة معلومات عن تاريخ كرة القدم من هنا.
                                            لقراءة معلومات عن تاريخ كرة اليد من هنا.
                                            لقراءة معلومات عن تاريخ كرة السلة من هنا.
                                            لقراءة معلومات عن تاريخ الألعاب الأولمبية من هنا.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -